قصة بدء الخلق ... قبل خلق آدم

الجمعة أغسطس 12, 2016 8:17 pm

بداية خلق الكون .... وترتيب خلق الخلائق :

الله جل جلاله يعلم كل شيء مسبقاً لأنه علام الغيوب، ولكنه لا يقهرنا على شيء ولا يفرض علينا عمل, وبالتالي نحن مخيرون. جميع أمورنا في الحياة الدنيا قد كتبت في اللوح المحفوظ وعندما يأتي أوانها تتحقق. ولكــن !!! قد ينزل قضاء الله من اللوح المحفوظ في وقت صعود الدعاء إلى السماء فيتصارعان ... فيتغير هذا القضاء بأمر الله ... وُيرفع عن صاحبه بفضل الدعاء. وهذا يدعونا ويحفزنا أن لا نتوقف عن الدعاء والانكسار بين يدي لله في جميع أمور حياتنا.

- عن عبادة بن الصامت ري الله عنه (إني سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: إن أولَ ما خلق اللهُ عز وجل خلق القلمَ، فقال له: اكتبْ، قال: يا ربِّ وما أكتبُ ؟ قال: اكتبِ القدرَ، قال: فجرَى القلمُ في تلك الساعةِ بما كان وبما هو كائنٌ إلى الأبدِ) (صحيح)، فكتب القلم بأمر الله ماهو كائن إلى يوم القيامة (رُفِعَت الأقلام وجَفَّت الصحف).

- عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال وعرشه على الماء) (صحيح مسلم).

إذن أوَّل ما خلق الله .. العرش على الماء .. ثم القلم .. ثم اللوح المحفوظ .. ثم الأرض والسموات. ويحذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من مدخل الشيطان إلى نفوسنا من هذه الزاوية فيقول: (يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقولُ: مَن خلَق كذا، مَن خلَق كذا، حتى يقولَ: مَن خلَق ربَّك ؟ فإذا بلَغه فلْيَستَعِذْ باللهِ ولْيَنتَهِ) (صحيح البخاري)، وفي رواية أخرى عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (.... فليقُلْ آمنتُ باللهِ ورسولِه فإنَّ ذلك يذهبُ عنه) (إسناده جيد). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تفكَّروا في خلق الله، ولا تفكَّروا في الله) (حسن).

الجمعة أغسطس 12, 2016 8:20 pm

مراحل الخلق :

1) مرحلة الرتق والفتق ... قال تعالى (أَوَلَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا) (الأنبياء 30)
2) مرحلة خلق السماوات والأرض ... قال تعالى (إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) (الأعراف 54).
3) مرحلة دحي الأرض ... قال تعالى (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31)) (النازعات)
4) مرحلة توسع الكون ... قال تعالى (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) (الذاريات 47).

الجمعة أغسطس 12, 2016 8:23 pm

1) ما هو الرتق وما هو الفتق ؟
هذه هي المرحلة الأولى ... قال عز وجل: (أَوَلَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ ) (الأنبياء 30)،
فالخطاب في الآية الكريمة يراد به عموم الكافرين وإن كان في حقيقته موجهًا لليهود؛ فهم المعنيون به لأنهم كفروا بوجوده سبحانه، وبقدرته وسرِّ صُنعه؛ لذا أنكر الله عليهم كفرهم بقوله: (أَوَلَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا)، ثم وبَّخَهم على كفرهم في آخرها بقوله: (أَفَلا يُؤْمِنُونَ) وقال سبحانه وتعالى: أولم يرَ هؤلاء أن السموات والأرض كانتا منضمتين إلى بعضهما ملتحمتين لا فضاء بينهما، ففصلناهما عن بعضهما، أي: كانتا كرة واحدة، ثم انفصلتا بإرادة الله وقدرته! قال ابن عبَّاس رضي الله عنه :كانتا ملتصقتين أو كانتا ملتزقتين، ففتقهما الله.
فالآيه هنا تشير إلى أن السماوات والأرض أي الكون وما بُثَّ في أرجائه من نجوم ومجرات وكواكب وشموس وأقمار كام شيئاً واحداً، أي مادة واحدة وكتلة واحدة ثم انشطرت هذه الماده وفتقت وتفجرت فانفصلت السماوات والأرض، وتباعدت أجزاؤها فصارت عالماً عظيماً مترامي الأطراف.
وقد يخطر ببالنا سؤال : ماهي المادة التي كونت الكتلة الكونية الأولى التي تم رتقها وفتقها ؟
هذا السؤال حير علماء الفلك إلى أن اتفقوا إلى أن أصل المادة عبارة عن سدم، لكننا نجد القرآن الكريم قد أجاب على سؤالنا بوضوح تام وأشار إلى المادة الكونية الأولى وهي ..... الدخان، فقد قال تعالى (اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ) (فصلت 11). فالمادة التي تشكل منها كوننا العظيم إنما هي الدخان. فمن خلال التصور القرآني نستنتج التالي:

1) أن السماوات والأرض في لحظة الخلق الأولى وبداية النشأة كانتا كتلة واحدة متلاصقة ثم انفصلت وتوزعت.

2) طبيعة المادة التي تشكل منها الكون هي الدخان (ويوجد سورة كاملة في القرآن الكريم بهذا الاسم).

الجمعة أغسطس 12, 2016 8:26 pm

2) خلقَ السموات والأرض في ستة أيام :

هذه هي المرحلة الثانية ... قال سبحانه وتعالى (إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) (الأعراف 54)، إذن إجمالي خلق السموات والأرض وما بينهما ستة أيام، وكان الله جل جلاله يستطيع أن يخلق السموات والأرض بكلمة كن ... فيكون. وقد فصل هذه الأيام الستة كالتالي: (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) ) (فصلت).

الجمعة أغسطس 12, 2016 8:30 pm

لماذا ستة أيام ؟

جاءت الإشارة إلى خلق السموات والأرض في ستة أيام في ثماني سور من القرآن تشير إلى نفس المعنى. وقد اتفق جمهور المفسرين على أن الأيام الستة لخلق السموات والأرض إنما هي ستة مراحل أو أطوار أو أحداث كونية متعاقبة لا يعلم مداها إلا الله جل جلاله، وأنها لا يمكن أن تكون من أيام الأرض لأن الأرض لم تكن قد خلقت بعد، ولذلك لم توصف أيام خلق السموات والأرض بالوصف القرآني (مما تعدون) والتي جاءت في آيات أخرى عديدة بمعنى اليوم الأرضي.

وقد جاءت هذه الأيام الستة مجملة في سبع آيات قرآنية، وجاءت مفصلة في سورة واحدة وهي سورة (فصلت). وفي الآيات السابقة من سورة فصلت يخبرنا المولى تبارك وتعالى بأنه خلق الأرض في يومين أي على مرحلتين (يوم الرتق ويوم الفتق)، وأنه جل جلاله بارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام، ثم خلق السموات في يومين، وهو القادر سبحانه على أن يقول للشيء كن فيكون، ولكن هذا التدرج لحكمة بالغة يفهم منها الإنسان سنن الله في الخلق، فيحسن توظيفها في عمارة الأرض والاستخلاف فيها. (مأخوذة من موقع الدكتور زغلول النجار أستاذ علوم الأرض في محاضرة عن كيف بدأ الخلق).

وقالت اليهود- وحاشا لله عز وجل من قولهم – إن الله عز وجل خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم تعب في اليوم السابع وأراد أن يستريح وهذا اليوم هو يوم السبت، فيرد عليهم رب العزة بقوله: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) (ق 38) ومعنى لُغُوب: أي تعب.

الجمعة أغسطس 12, 2016 8:36 pm

أيهما خُلِقَ قبل الآخر الأرض أم السموات ؟

بالرجوع للآية السابقة في سورة فصلت نرى الأمر جلياً، فبعد إنهاء الخالق جل جلاله من خلق الأرض كانت تسوية السموات وقضاهن سبعاً يقول سبحانه وتعالى (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) (البقرة 29)، ثم دحى الأرض وأرسى الجبال فيها.

- قال ابن عبَّاس رضي الله عنه: خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاءَ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ، ثُمَّ دَحَا الأَرْضَ - وَدَحْوُهَا : أَنْ أَخْرَجَ مِنْهَا الْمَاءَ وَالْمَرْعَى - وَخَلَقَ الْجِبَالَ، وَالْجِمَالَ، وَالآكَامَ، وَمَا بَيْنَهُمَا: فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ (دَحَاهَا) وَقَوْلُهُ (خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ) ، فَجُعِلَتْ الأَرْضُ وَمَا فِيهَا مِنْ شَيْءٍ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ، وَخُلِقَتْ السَّمَوَاتُ فِي يَوْمَيْنِ.

- قال ابن كثير في التفسير: إن الله ابتدأ بخلق الأرض أولاً، ثم خلق السموات سبعاً (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً) (الأنبياء 32)، وهذا شأن البناء أن يبدأ بعمارة أسافله ثم أعاليه بعد ذلك، فخلق الأرض أولاً لأنها كالأساس، والأصل أن يبدأ بالأساس، ثم بعده بالسقف.

- خلق الأرض: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خلق الله التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدَم بعد العصر من يوم الجمعة؛ في آخر الخلق، في آخر ساعة من ساعات الجمعة، فيما بين العصر إلى الليل) (صحيح).

- خلق السماوات: عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما بينَ السماءِ القصوى والدنيا خَمسمائةِ عامٍ وبينَ الْكرسيِّ والماءِ كذلك والعرشُ فوقَ الماءِ واللَّهُ فوقَ العرشِ لا يخفى عليْهِ شيءٌ من أعمالِكُم) (إسناده صحيح).

- عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض) (صحيح). وقد ذكرت السماوات قبل الأرض في بعض المواضع في القرآن الكريم وذلك إشارة لعظمة خلقها رغم أنها خلقت بعد الأرض قال تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ) (الشورى 29).

- خلق الملائكة: خلق الله عز وجل الملائكة الكرام والجن قبل خلق آدَم عليه السلام (سيأتي تفصيله في خلق آدَم فيما بعد).

فمن خلال التصور القرآني نستنتج التالي:

1) تم خلق الأرض بعد فتقها من الكتلة الدخانية في يومين (خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ) (فصلت 9).

2) تم تسوية السماوات السبع في يومين (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ) (فصلت 12) وذلك بعد فتقها وانفجار والانفصال الذي اعتراها بعدما كانت دخاناً (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ) (فصلت 11).

3) تم تسخير الأرض وتهيئتها لتعيش عليها المخلوقات في يومين (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا) (فصلت 10) أي الجبال التي تحفظ توازن واستقرار الأرض، (وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا) (فصلت 10) أي زاد فيها الخير والزرع والماء وغير ذلك من أرزاق وأسباب المعيشة.

الجمعة أغسطس 12, 2016 8:41 pm

3) مرحلة دحي الأرض:

قال عز وجل (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31)) (النازعات)

هذه هي المرحلة الثالثة ... من مراحل الخلق حسب التصور القرآني. فقد رُوِيَ أن العرش العظيم كان قبل خلق السماوات والأرض على الماء، ثم إنه جل جلاله أحدث في الماء اضطراباً فأزبد فارتفع منه دخان، فأما الزبد فبقي على وجه الماء فخلق فيه اليبوسه فجعله أرضاً واحدة، ثم فتقها فجعلها أرضين. وأما الدخان فارتفع وعلا فخلق منه السماوات. بالتالي ندرك أن خلق جرم الأرض مقدم على خلق السماوات لكن دحوها وخلق ما فيها مؤخر عنه. وجاء في تفسير القرطبي (الله تبارك وتعالى كان عرشه على الماء ولم يخلق شيئا قبل الماء، فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخانا فارتفع فوق الماء، فسما عليه، فسماه سماء، ثم أيبس الماء فجعله أرضا واحدة، ثم فتقها فجعلها سبع أرضين في يومين).

الجمعة أغسطس 12, 2016 8:44 pm

4) مرحلة توسع الكون:

هذه هي المرحلة الرابعة ... قال عز وجل (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) (الذاريات 47). تعطينا هذه الآية الكريمة مشهد آخر لخلق الكون وتطوره، وهذا هو الطور الرابع لحركة الكون، فبعد الانفجار العظيم هبطت درجة الحرارة وبدأت بالتبرد والتوسع والتمدد .. ببناء هندسي دقيق وليس بفوضى واضطراب.

فمعنى (بِأَيْيدٍ) قال ابن عباس أي بقوة وقدرة ومثله الآد وليس جمع يد. ومعنى (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) أي قد وسعنا أرجاءها وإنا لقادرون، ورفعناها بغير عمد حتى استقلت كما هي. فكلمة موسع هنا تشير إلى الاستمرارية وهذا ينفي من يقول أن الكون جامد لا حراك فيه ولا حركة. فلقد أكدت جميع الأبحاث الحديثة أن جميع المجرات تتحرك مبتعدة عنا وبسرعات فائقة.

الجمعة أغسطس 12, 2016 8:47 pm

ومضات عن حقيقة الكون والانسان في القرآن والسُنة :

الأرض ما هي إلا جسم ضئيل في هذا الكون البديع الذي أبدعه رب السموات والأرض، فهي كوكب من كواكب المجموعة الشمسية تشبه الكرة، إلا أنها ليست تامة الاستدارة. تدور حول محورها (حول نفسها) مرة كل 24 ساعة محدثة تعاقب الليل والنهار .. وتدور الأرض حول الشمس دورة كاملة على مدار السنة مما ينشأ عنه الفصول الأربعة ...... (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) (الزمر 5).

الجمعة أغسطس 12, 2016 8:49 pm

انسلاخ النهار من الليل:

ذكر العلامة الشيخ عبد المجيد الزنداني في كتابه توحيد الخالق:

أنَّ العلم الحديث أثبت أن الليل والظلام يحيط بالأرض من كل مكان، وأن الجزء الذي فيه حالة النهار هو الهواء الذي يحيط بالأرض وهو يمثل قشرة رقيقة تشبه الجلد .. ويتكون النهار من انعكاس أشعة الشمس على جزيئات الغلاف الجوي، فإذا دارت الأرض حول نفسها انسلخ النهار من الليل .. وفي ذلك قول الله سبحانه وتعالى (وَآيَةٌ لَهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ) (يس 37).

الجمعة أغسطس 12, 2016 8:52 pm

نهاية الكون :

قال الله عز وجل واصفاً نهاية الكون (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) (الأنبياء 104). وقال عز وجل (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الزمر 67). وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (أنها قالتْ يا رسولَ اللهِ ! {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}، فأين المؤمنون يومئذٍ ؟ قال: على الصراطِ يا عائشةُ) (حسن صحيح).

وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنَّ اللهَ يقبضُ يومَ القيامةِ الأرضَ، وتكون السماواتُ بيمينِه، ثم يقول: أنا المَلِكُ. وعن أبي هريرةَ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يقبضُ اللهُ الأرضَ) (صحيح البخاري). وقال ابن عباس رضي الله عنهما: يطوي اللّه السماوات السبع بما فيها من الخليقة والأرضين السبع بما فيها من الخليقة يطوي ذلك كله بيمينه يكون ذلك كله في يده بمنزلة خردلة "أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس". يعني هذا كائن لا محالة يوم يعيد اللّه الخلائق خلقاً جديداً كما بدأهم هو القادر على إعادتهم، وذلك واجب الوقوع لأنه من جملة وعد اللّه الذي لا يخلف ولا يبدل وهو القادر على ذلك، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقبضُ اللهُ الأرضَ يومَ القيامةِ، ويَطْوِي السماءَ بيمينِه، ثم يقول: أنا المَلِكُ، أين ملوكُ الأرضِ) (صحيح البخاري).

وفي حديث (ابنِ عمرَ أنه رأَى رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم على المنبرِ يقولُ: لمنِ الملكُ اليومَ ؟ فيقولُ: للهِ الواحدِ القهارِ، فيرمي بالسمواتِ والأرضِ ثم يردُّ فيها حتى لقدْ رأيتُ المنبرَ يهتزُّ، فأينَ الجبارونَ ؟ أينَ المتكبرونَ ؟ فنادَوهُ من ناحيةٍ إذْ قال ما منَّا مِنْ شهيدٍ، ولم يكن يدَعُ قراءةَ آخرِ سورةِ الأعرافِ في كلِّ جمعةٍ) (أرجو أن يكون مستقيما).

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقبضُ اللهُ تبارك وتعالى الأرضَ يومَ القيامةِ والسماواتُ مَطوياتٌ بيمينِه ثم يهتفُ بصوتِه: من كان لي شريكًا فلْيأْتِ، لِمَنِ المُلكُ اليومَ ؟ فلا يُجيبُه أَحَدٌ، فيقولُ للهِ الواحدِ القهَّارِ، ثم يَزجُرُ الخلائقَ زجرةً أُخرى فإذا هم بالسَّاهِرَةِ) (لم يزل الأئمة يروونه ويحتجون به حتى حدثت الجهمية).

الجمعة أغسطس 12, 2016 8:53 pm

موت الملائكة عليهم السلام:

الملائكة عليهم السلام يموتون كما يموت غيرهم من الأحياء، ويدل لذلك كما قال القرطبي وابن حجر قول الله تعالى: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) (القصص 88).

وقال المناوي في "فيض القدير": وأما الملائكة فيموتون بالنص والإجماع، ويتولى قبض أرواحهم ملك الموت، ويموت ملك الموت بلا ملك الموت. ولا يستبعد أن يعانوا من سكرات الموت كما يعاني منها غيرهم. يقول الله تعالى: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ) (ق 19).

وفي البخاري أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول: لا إله إلا الله، إن للموت لسكرات. وفي المستدرك عن عائشة رضي الله عنها قالت: (لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلموهو بالموت، وعنده قدح فيه ماء، وهو يدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء ثم يقول: اللهمَّ أعني على سكرات الموت) (والحديث صححه الحاكم ووافقه الذهبي).

وأما ما ذكر ابن الجوزي في وصف موت الملائكة الأربعة فإنه لم يثبت فيه نص، ولكن وردت آثار ضعيفة الأسانيد، وابن كثير في البداية تفيد موت هؤلاء الملائكة الأربعة، ولم تذكر التفاصيل التي ذكر ابن الجوزي.

الجمعة أغسطس 12, 2016 8:56 pm

تم بحمد الله

اتمنى أن أكون قد افدتكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتها

كانت هنا ❀мαяɪαм❀

قصة بدء الخلق ... قبل خلق آدم

قصة بدء الخلق ... قبل خلق آدم

رد: قصة بدء الخلق ... قبل خلق آدم

رد: قصة بدء الخلق ... قبل خلق آدم

رد: قصة بدء الخلق ... قبل خلق آدم

رد: قصة بدء الخلق ... قبل خلق آدم

رد: قصة بدء الخلق ... قبل خلق آدم

رد: قصة بدء الخلق ... قبل خلق آدم

رد: قصة بدء الخلق ... قبل خلق آدم

رد: قصة بدء الخلق ... قبل خلق آدم

رد: قصة بدء الخلق ... قبل خلق آدم

رد: قصة بدء الخلق ... قبل خلق آدم

رد: قصة بدء الخلق ... قبل خلق آدم

رد: قصة بدء الخلق ... قبل خلق آدم